إشكاليات عصر الحداثة ( الجزء الاول)

لماذا هذا الكم المتزايد من المشكلات الاجتماعية في زماننا مع كل هذا التقدم المعرفي والحضاري؟

ليس من الموضوعية أو الصواب الربط الكامل بين التقدم الحضاري وغياب المشكلات، فكل حضارة لها مشكلاتها وكل عصر له سماته وآفاته.

عصرنا هو عصر الحداثة والعولمة.. عصر الإبداع والعلم والذكاء الصناعي، وهذا بالطبع قد سهل حياة الناس على نحو غير مسبوق؛ لكنه وضع الفرد المعاصر في حالة فوضى أولويات، وهوس بالبدائل والمنتجات الجديدة وشئون الرفاهيات وأمور المادة والجسد... مما جعل كثير من مشكلات العالم تتركز حول خواء الروح، وفتور العاطفة، وسطحية العلاقات.

المرء مطالب في عصر الحداثة بدوام التقدم والتطور والسعي لأهداف باستمرار... هذه من شروط العصر، لكن هذا جعل الإنسان المعاصر أكثر أنانية وانكفاء على الذات، وأقل اهتمامًا بالآخرين، وأيضًا أقل رضا وقناعة من ذي قبل.

عصر السرعة والتغيّرات السريعة والمفاجئة جعل الناس في حالة خوف واضطراب وفقدان للثقة والاستقرار بشكل ملحوظ، وهذا كان له تأثير سلبي هائل على الجوانب النفسية والفكرية والأسرية لإنسان العصر الحديث.

بسبب وسائل الاتصال الحديثة والبث المباشر والفضائيات وعالم الإنترنت المجنون، أصبح من السهل جدًا معرفة كل ما يدور حولنا بالصوت والصورة وفي نفس اللحظة! فأصبح الشأن الخاص للأفراد والبلدان ملكية عامة يسهل الاطلاع عليها، وهذا فتح الباب على مصراعية للمقارنة مع الآخر في كل شئ، مما زاد من مشاعر السخط والكراهية والتشاؤم وانعدام القناعة تقريبًا، فكانت هذه الظاهرة من أهم أسباب زيادة معدلات الجريمة والمرض النفسي وضعف تقدير الذات.

#نظرة_نقدية_لعصر_الحداثة

كتابة وتنسيق : مدرب الحياة : أ/هشام عطية
https://www.facebook.com/hesham.coach/
#مامتيديو


Comments

Popular Posts