إشكاليات عصر الحداثة ( الجزء الثاني)
الاهتمام بالشكل على حساب المضمون تسبب في حالة من السطحية في التعامل مع قضايا الحياة العامة، وكان لهذا نتائج كبيرة على السلوك الإنساني، فازدهرت ثقافة الاستهلاك وإنفاق المبالغ الطائلة من أجل أشياء ثانوية وكمالية، وأصبح التمايز بين الناس على أساس المادة والطبقة الاجتماعية.. كم أملك، وبكم أملك؟ وبالتالي تفشت أمراض الكبر والغرور والأنانية بدرجة غير مسبوقة، بل وامتدت هذه الظاهرة حتى على التدين والزواج؛ فأصبح التدين شكلي وأفضل الزواج هو أعلاه كلفة. والنتيجة هي: السطحية والتفاهة وهشاشة التركيبة النفسية للإنسان المعاصر.
كثير من مشكلات العالم اليوم لا يقدر عليها العلم وحده، بل هي ما جاءت إلا بسبب الاعتماد على العلم وحده والمبالغة الشديدة من مكانة ودور العقل وتحميله ما لا يطيق؛ فأدى هذا إلى تهميش دور الدين والقيم الأصيلة في حياة الناس، فضعُف الإيمان وانتشر الإلحاد.
وجدير بالذكر أن نقول أن مشكلات الدول المتقدمة تختلف في طابعها ونوعها عن مشكلات الدول المتخلفة التي تعاني من الجهل والفقر والظلم! فهذه المجتمعات حلها ابتداءً في الحرية والعلم والعدل.
تتحدد مشكلات كل بلد أو مجتمع بحسب ثقافته وعاداته وتقاليده، فمجتمع اليابان مجتمع مثالي تقريبا، وذلك بسبب أصالة ورقي ثقافته. بينما المجتمع الأمريكي يعيش في حالة اضطراب وفساد أخلاقي واجتماعي بسبب ضعف وخلل البنية الثقافية له.
#نظرة_نقدية_لعصر_الحداثة
كتابة وتنسيق : مدرب الحياة : أ/هشام عطية
https://www.facebook.com/hesham.coach/
#مامتيديو
كتابة وتنسيق : مدرب الحياة : أ/هشام عطية
https://www.facebook.com/hesham.coach/
#مامتيديو
Comments
Post a Comment