مقدمة لابد منها !!

النفس البشرية فيها من العمق والغموض الشىء الهائل! وغاية الصعوبة أن تحصر الإنسان في تفسير واحد أو تضعه في قالب ثابت، وبناءً عليه تُطلق الحكم النهائي!
كل نظريات تحليل الشخصية وتنميط السلوكيات وفهم طرق التفكير والدوافع... كلها محاولات لفهم بعض جوانب الذات البشرية بشكل علمي مدروس.. بالطبع كلها نظريات تطبيقية محترمة جدًا... وكثير منها يصل لنسبة دقة عالية، 60% أو حتى 80% وهي بالفعل دقيقة في تخصصها، لكنها تبقى اجتهاد للفهم، ومحاولة لإدراك ركن أو جانب من معجزة الذات البشرية.. وتبقى عشرات الجوانب الأخرى التي لازال العالم لا يعرف عنها شيئًا، على الرغم من تقدم العلم الحديث في فرع العلوم الإنسانية تطورًا هائلاً لم يسبق في تاريخ البشرية! لكن تبقى مساحات الاستثناء والنسبية والتفرد هي الظاهرة المسيطرة على هذا اللون من العلوم! لكنه استثاء يؤكد القاعدة، ويقدح زناد الجهد والحماس نحو مزيد من البحث والدراسة. أنا أحب جدًا هذا النمط من الدراسات وأشرف بالعمل فيه؛ إذ شرف كل علم بشرف موضوعه! ولا أشرف من النفس البشرية التي كرمها الله وأقسم بها في كتابه وأمرنا بسبر أغوارها استدلالاً على عظمته في خلقه سبحانه وتعالى..
كلما ازداد الإنسان فهمًا لنفسه وازداد وعيه بدوافعه وقيمه وطرق تفكيره وأدرك مواطن قوته وضعفه بشكل عميق وواسع؛ كلما كان عيشه أيسر وأنجع، وكلما ازداد فهمًا لحكمة ربه من خلقه، ولحقائق الوجود الذي يعيش فيه. وستبقى النفس البشرية هي ذلك العملاق الذي يتسع أمام كل من يحاول فهمه والتوغل فيه، وستبقى كل الجهود المبذولة تتطامن أمام العبقرية البشرية التي جعلها الله فضيلة لأكرم وأحب وأعز خلقه عليه، "الإنسان".
وفي أنفسكم أفلا تبصرون..
كتابة و تنسيق : أ/هشام عطية
https://www.facebook.com/hesham.coach/

Comments

Popular Posts