فيتامين B12
فيتامين B12
هو أحد فيتامينات المجموعة ب، وهو ذائب
في الماء، وقد تمّ اكتشافه في محاولات علاج فقر الدّم الخبيث أو الوبيل الذي يتميّز
بكونه ضخم الأرومات وكبير الكريات والذي يرتبط بالاعتلال العصبيّ، وقد كان يُعتقد في
البداية أنّ هذا النوع من فقر الدم مُتعلّق بالفولات، ولكن علاجه بالفولات كان يساعد
في حل مشكلة كريات الدم ويعمل على إعادة تصنيعها، لكنّه لم يعالج تلف الأعصاب المرتبط
بهذا المرض.
يحتاج جسم الإنسان لفيتامين "بي
12" من أجل بناء الخلايا الدموية والنظام العصبي وانقسام الخلايا. لكن الجسم لا
ينتج هذا الفيتامين بنفسه لذا فإن من الضروري تناول الأطعمة التي تكفي الجسم احتياجه
منه.
ويحذر الخبراء من تداعيات نقص فيتامين
"بي 12" في الجسم والذي يمكن أن يؤدي للإصابة بفقر الدم، كما أن له بعض الآثار
على الجهاز العصبي والحالة النفسية، وفقا لتقرير
نشره "هفينغتون بوست". كما يلعب هذا الفيتامين دورا مهما في نمو الأطفال
الرضع، لذا يجب الاهتمام بحصولهم على كميات كافية منه لأن نقصه لدى الأطفال يؤدي لتأخر
النمو.
أسباب نقص فيتامين B12
يحصل نقص فيتامين B12 عادةً بسبب سوء امتصاصه وليس بسبب قلّة
تناوله، وفي حالات سوء امتصاص فيتامين
B12، فإنّ نقصه يحصل حتّى لو
تمّ تناوله بكميّات عالية. ويحصل سوء امتصاصه في حالتين:
الحالة الأولى: تكمن في نقص إفراز
حمض الهيدروكلوريك في المعدة، ممّا يُعيق هضم البروتينات التي يرتبط بها هذا الفيتامين
في الطّعام وبالتالي يُعيق تحريره وارتباطه ببرووتينات R والعامل الداخليّ، فيُعيق امتصاصه.
الحالة الثّانية: تكون بسبب عدم توفّر العامل
الداخلي والذي يسبّبه تلف خلايا المعدة التي تقوم بإنتاجه، ويحصل ذلك في حالات التهاب
المعدة الضموريّ الذي يصيب العديد من الأشخاص وخاصةً بعد عمر الخمسين، وحالات إصابة
المعدة ببكتيريا الهيليكوباكتر التي تُسبب القرحة، وأيضاً في حالات نقص الحديد. هناك
بعض الأشخاص لا يستطيعون تكوين العامل الداخلي لسبب جينيّ وراثيّ، وهناك بعض الأشخاص
لديهم جهاز مناعة قويّ يقوم بمحاربة العامل الداخليّ ذاتيّاً. ويعمل عدم توفر العامل
الداخلي على عدم قدرة خلايا الأمعاء على امتصاص فيتامين B12، وفي أيّ من حالات عدم توفر
العامل الداخليّ فلابدّ من أخذ فيتامين
B12 على شكل حقن أو بخاخات في الأنف لتعذُّر امتصاصه
من الأمعاء.
كما أنّ إزالة جزء من المعدة أو الأمعاء
الدّقيقة جراحيّاً، والاستعمال المُتكرّر لمُضادّات الحموضة، والإفراط في شرب الكحول
قد يُسبّب نقصاً في فيتامين
B12 أيضاً.
وتتضمّن أسباب نقص هذا الفيتامين أيضاً
إصابة الشّخص بداء الكرون، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابيّة والذي يصيب جميع الطّبقات
النسيجيّة للجهاز الهضمي، كما تتضمّن إصابة الشّخص بالاضطرابات الهضميّة ونمو البكتريا
أو الطُّفيليات.
أعراض نقص فيتامين B12
نظراً لدور فيتامين B12 في انقسام الخلايا وتكوين حمض DNA، فإنّ نقصه يؤثر بشكلٍ واضحٍ
على الخلايا سريعة الانقسام مثل خلايا نخاع العظم وخلايا الجهاز الهضمي، ولأنّ له دوراً
في تنشيط الفولات لأداء دوره في تكوين خلايا الدم الحمراء، فإنّ نقصه يسبب نقصاً ثانويّاً
في الفولات، وينتج عنه فقر دم مشابه لذلك الذي يحصل بسبب نقص الفولات وهو فقر دم ضخم
الأرومات كبير الكريات، حيث تفشل خلايا الدم الحمراء بالانقسام وتضعف قدرتها على أداء
وظيفتها في نقل الأكسجين، إلا أنّه يتميّز عن فقر الدّم النّاتج عن نقص الفولات بوجود
تلف في الأعصاب مرافق له، ويُسمى فقر الدم النّاتج عن نقص فيتامين B12 بسبب غياب العامل الداخليّ بفقر الدّم الخبيث أو الوبيل.
ومن أعراض نقص فيتامين B12،
ما يأتي:
يسبب نقص فيتامين B12 تلفاً في الأعصاب، وذلك نظراً للدّور الهامّ
الذي يلعبه هذا الفيتامين في تكوين غمد المايلين الذي يحيط ويحمي الألياف العصبية.
تظهر أعراض نقص فيتامين B12 على شكل تراجع في الذّكاء، وسرعة في النّسيان، وفقدان الذّاكرة قصيرة
المدى.
الشعور بالخدران في الأطراف وصعوبة
في المشي.
قد يُسبّب تلف الأعصاب الشّلل في
الحالات المتقدمة، حيث يبدأ تلف الأعصاب من الأطراف ثم يصل إلى الجهاز العصبيّ المركزي،
وتظهر الأعراض العصبية عادة متأخرة عن أعراض فقر الدّم، ولذلك يجب تشخيص وعلاج نقص
فيتامين
B12 في مراحله الأولى.
التّعب العام والإرهاق، وسرعة نبضات القلب
والتّنفس النّاتجة عن عدم فاعلية خلايا الدّم الحمراء في نقل الأكسجين.
مشاكل في الجهاز الهضميّ؛ مثل: الإمساك،
والإسهال، والغازات.
قد يسبب أيضاً اصفراراً في لون الجلد والعينين
النّاتج عن تكرار حصول فقر الدّم وفشل تكون خلايا الدّم الحمراء، واحمرار وتملّس وانصقال
اللّسان.
يمكن أن تظهر بعض العوارض النفسيّة
مثل الاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ فحص مستويات فيتامين B12 في الدّم هي ليست طريقة فعّالة لمعرفة حالته في الجسم، ولكن يجب فحص النّواتج
المُعتمدة عليه في الدّم، والتي تشمل حمض الميثيل مالونيك والهوموسيستين، وعلى الرّغم
من أنّها تُعتبر فحوصات مكلفة، إلا أنّها أكثر حساسيّة وفاعلية في الكشف عن نقصه.
قد يحدث في بعض المراحل من نقص
فيتامين
B12 أن يعاني المريض من رؤية غير واضحة أو فقدان للبصر.
يعمل الفولات المتناوَل بكميات
كافية على علاج فقر الدم الذي يُسبّبه نقص فيتامين B12 وإخفاء الأعراض الأوليّة لنقصه، لذلك يمكن
أن يحصل تلف الأعصاب دون أن تصاحبه أعراض فقر الدّم، ويكون هذا واضحاً في حال تناول
كميّات عالية من الفولات.
علاقة فيتامين B12 بأمراض القلب والشرايين
يعمل ارتفاع مستوى الهوموسيستين
في الدّم على رفع خطر الإصابة بأمراض القلب والشّرايين، والسّكتة الدماغيّة عن طريق
دوره في تصلّب الشّرايين، ويُسبّب نقص فيتامين B12 ارتفاعاً في مستوى الهوموسيستين في الدّم.
لوحظ من قبل الباحثين أنّ فيتامين
B12 يساعد على خفض مستوى الهوموسيستين، وبالتّالي فإنّ
نقص فيتامين
B12 يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشّرايين.
علاقة فيتامين B12 بالعظام
منذ أن تمّ اكتشاف فيتامين B12 لعلاج فقر الدّم الخبيث، تم اكتشاف دوره في علاج هشاشة العظام في المصابين
بهذا النّوع من فقر الدّم، وقد وضّحت الدّراسات دور هذا الفيتامين في تكون وتكاثر الخلايا
البنّاءة للعظم، وفي حالات نقص فيتامين
B12 فقد وجد أنّ ارتفاع الهوموسيستين وحمض الميثيل مالونيك
يعمل على رفع نشاط الخلايا النّاقضة للعظم، ولكن تبقى علاقة فيتامين B12 بصحّة العظام والميكانيكيّات المتعلّقة بها غير واضحة وتحتاج إلى المزيد
من الأبحاث.
الاحتياجات اليوميّة من فيتامين B12 حسب الفئة العمريّة
الفئة العمريّة الاحتياجات اليوميّة (ميكروغرام/اليوم)
الرُضّع 0-6 أِشهر 0.4 الرُضّع 7-12 شهر 0.5 الأطفال
1-3 سنوات 0.9 الأطفال 4-8 سنوات 1.2 9-13 سنة 1.8 18 سنة فأكثر 2.4 الحامل 2.6 المُرضِع
2.8
المصادر الغذائيّة لفيتامين B12
يتميز فيتامين B12 عن غيره من الفيتامينات بأنّه موجود في
الأطعمة الحيوانيّة فقط، وتعتبر اللّحوم الحمراء، ولحم الكبد، والكلى، والسّمك، والدّواجن،
والحليب، والبيض، والجبن، مصادراً غنيّاً به. لذلك فإنّ الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة
الحيوانيّة يستطيعون ببساطة الحصول على احتياجاتهم اليوميّة منه، كما أنّ النباتييّن
الذين يتناولون الحليب والبيض يحصلون أيضاً على كفايتهم من فيتامين B12،
أمّا بالنّسبة للأشخاص النباتيين الذين لا يتناولون الحليب والبيض، والأشخاص الذين
يعانون من نقص في إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة، فبإمكانهم الحصول على احتياجاتهم
عن طريق تناول الحبوب المُدعّمة به كالخبز المُدعّم، أو عن طريق المُكمّلات الغذائيّة.
وللمحافظة على فيتامين
B12 في الأغذية يجب عدم تحضيرها أو تسخينها بالمايكرويف
لأنّه يسبب خسارة هذا الفيتامين.
مقدم من : د.محمد عبد العليم
(أخصائي جراحة العظام و العمود الفقري)
(ماجستير جراحة العظام – طب عين شمس)
Comments
Post a Comment