الإدارة

لم تكن الإدارة وليدة الصدفة أو اختراعا مستحدثا ، بل كانت اجتهاداً اقتضته الحاجة ، وإلاّ سادت الفوضى وعم الاضطراب. لذا نجد الإدارة قد فرضت نفسها للحاجة الملحة نحو تنظيم أسس المعيشة ومع مرور الزمن وتطوير هذه السبل وجدنا أن الإدارة قد تطورت وسارت في اتجاه ملموس لتصبح فيما بعد علما له أصوله وقوانينه ونظرياته. 
كما تطورت الإدارة لتصبح علماً وفن التعامل مع الأفراد واستقطاب تعاونهم وتنسيق جهودهم من أجل تحقيق أهداف مؤسسة معينة , فالإدارة علم من حيث اهتمامها بتحديد الظاهرة وتحليلها وقياسها ، وذلك باستخدام تقنيات العلوم الأخرى وأساليبها نفسها ، واختلاف الإدارة عن هذه العلوم يكمن في عدم قدرتها التامة أو عدم دقتها في ضبط المتغيرات المتداخلة وتفسيرها، وبالمقابل فأنها فن ، أي أن الجانب الفني يقوم على استخدام المهارات البشرية في تطبيق مبادئ الإدارة وبعدها المعرفي والاستفادة منها وهذا يفترض ضرورة الإحاطة المسبقة ببعد الإدارة.
و تطرق الكثير من المستحدثين في الإدارة وكان أولهم (فريدريك تايلور) عام (1882) والذي أطلق عليه أبو الإدارة العلمية والذي كان مهندسا في إحدى الشركات الأمريكية وتدرج ليصبح كبير المهندسين عام (1884) ، والذي كانت غايته تحسين عملية الإنتاج وتحقيق الكفاية الإنتاجية ، إذ طرح أفكاراً إدارية نتيجة دراسة مستفيضة عام (1911) حين ركز على الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية لتحقيق كفاية إنتاجية عالية بفضل التخطيط المحكم والإشراف والرقابة .
ويُعد عالم الإدارة الفرنسي (هنري فايول) من المستحدثين في علم الإدارة الحديث وهو كسابقه مهندس وتدرج ليصبح عام (1888)، مديراً عاما للشركة والذي جمع محاضراته العلمية والدراسات الإدارية في كتاب عنوانه( الإدارة الصناعية والعمومية) عام (1916) والذي أكد من خلال الأفكار التي طرحها أن التجربة والبرهان وتطبيقها النظري أدى إلى تطور الإنتاج في تلك الشركة
كتابة و تنسيق : منة التهامي

Comments

Popular Posts