لا للصراخ

لا للصراخ ... 
الصراخ يُعد عقاباً فاشلاً لأنّه يشيع في البيت مناخاً متوتراً والبيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب
فالطفل الذي تصرخ أمه دائماً في وجهه، وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائياً بأنه فرد غير مقبول، و الجميع لا يرتاحون لتصرفاته.
هذا بالإضافة إلى كوْن الصراخ يُحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعني أنه يذكّره بمواقف سيئة يتألم لتذكرها بمجرد سماع الصراخ
وقد يدوم معه طوال حياته، ومهما كبر فإنّ أيّْ رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل ضعيف.
كذلك فإنّ أسلوب الصراخ في وجه الأبناء يمثل قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين ومن ثمّ يبدؤون في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم وقد نرى البنت تصرخ في وجه أمها أو أبيها والولد كذلك
وطبعاً يكون من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك، كيف وقد ربينّاهم على الصراخ وكان هو وسيلة التفاهم بيننا وبينهم؟
من نتائج الصراخ الدائم في وجه الأطفال أنه ينتج جيلاً مشاغباً يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية
فبعد إجراء دراسة امريكية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، أعلن معهد العلوم النفسية عن نتائج هذه الدراسة وكانت كالآتى:
(أكدت الدراسة أنّ هناك علاقة قطعية بين شخصية الطفل المشاغب الكثير الحركة، وبين الأم العصبية التي تصرخ دائماً وتهدد بأعلى صوتها حين تغضب، و المقصود بالطفل المشاغب- كما جاء في هذه الدراسة- هو الطفل الذي لا صبر عنده والعنيد والمتمرد والعدواني نحو الآخرين حتى والديه
كتابة و تنسيق : مها ماهر


Comments

Popular Posts